كتاب الاعلان بنعم الله الواهب الكريم المنان (الكتاب متوفر في صنعاء ) لمؤلفه العلامة صفي الدين أحمد بن عبد الله السلمي "الوصابي" الشهير بـ"السانه":-
صنعاء 15-2-2011م الموضوع منقول وقد نشر في عدة مواقع الكترونية
تلقفت الساحة الثقافية اليمنية باهتمام بالغ تحقيق كتاب"الإعلان بنعم الله الواهب الكريم المنان في الفقه عماد الإيمان بترجيعات في العروض والنحو والتصريف والمنطق وتجويد القرآن"، لمؤلفه العلامة صفي الدين أحمد بن عبد الله السلمي "الوصابي" الشهير بـ"السانه" المتوفي سنة 1122هـ... وهو الكتاب الذي ستشهد صنعاء حفل توقيعه قريباً.
الكتاب صدر في طباعة بيروتية أنيقة في "440" صفحة من القطع الكبير وبتمويل من شركة التبغ والكبريت الوطنية، وحقق مخطوطته كل من: محمد بن محمد العرشي، وعلي صالح الجمرة، وعبد الخالق حسين المغربي؛ وقرضه الشاعر حسن الشرفي، وقدمه الكاتب والأديب وزير الثقافة السابق عضو مجلس الشورى خالد عبد الله الرويشان، الذي أضاء تقديمه سماوات هذا الكتاب وكشف عن سمات الخصوصية، وأكد على مزايا الفرادة التي جددت اكتشاف مؤلفه كأحد نجوم العبقرية اليمنية وجعلت من هذا الكتاب تحفة فنية وموسوعة ثقافية معرفية وأدبية وعلمية تتباهى بها اليمن، وتجدد في مناسبة إصدارها الاحتفاء بصاحبها...
وحسب تقديم الرويشان، يمكن القول إن هذا الكتاب موسوعة بصرية فقهية فكرية أدبية فنية، فقد اشتمل على علوم الفقه والعروض والنحو والصرف والمنطق والتجويد والمواريث والوصايا والأقدار المتناسبة... والحديث وحتى علم الخط أيضا!...
كما أن قراءة هذه العلوم في هذا الكتاب فن قائم بذاته افقيا وعمودياً بحيث تتداخل الكلمات والحروف بالمعاني المختلفة والعلوم المتعددة عمودياً وافقياً في كل صفحة...
يقول الرويشان: "كأن ذهن المؤلف العبقري امتلأ حتى مل وضاقت به وبعقله معارف وعلوم زمانه ومكانه، وهي المعارف والعلوم التي كانت تُدرّس زهاء ألف عام في اليمن وفي العالمين العربي والإسلامي، ففكر في أن يعرضها بطريقة تصعب مجاراته فيها أو حتى اللحاق به وتقليده".
فيمكن للقارئ الكريم أن يقرأ الصفحة كاملة- بألوانها جميعاً- من اليمين إلى الشمال- أفقياً- القراءة العادية لكتاب الفقه، ويمكنه أن يقرأ كتبا أخرى في خمسة علوم مختلفة في نفس الصفحة عمودياً وبنفس الأحرف والكلمات والعروض باللون الأحمر؛ والنحو باللون الأزرق، والتصريف باللون الأخضر، والمنطق باللون البنفسجي، والتجويد باللون الذهبي، وكل ذلك في الصفحة الواحدة، المفترض- حسب الرويشان- أنها مجرد صفحة في الفقه. أي أن الصفحة مشفرة إذا صح هذا التعبير، ظاهرها الفقه وباطنها خمسة علوم أخرى مع تتماتها..
ولفت الرويشان إلى أن ذروة الصعوبة ليست في أسلوب المؤلف الشائق النادر الشاهق فحسب، بل في اختيار علوم لا تقبل الخروج على قواعدها وقوانينها؛ فالمؤلف لم يكتب في علم البلاغة أو التاريخ مثلاً، القابلين لحلول المترادفات وبدائل الكلمات والتصوير والجناس، بل في علوم الفقه والنحو والتجويد والمنطق...
ولظرافة روح المؤلف وجماله.. يوضح الرويشان... "فقد أفرغ الأعمدة الملونة بعد ذلك مجموعةً كي تسهل قراءتها وسماها بذكاء: الترجيعات وكأننا أمام معزوفة موسيقية متنوعة أسطورية تعزفها أصابع فنان ماهر ساحر أسطوري هو الآخر".
أي أن المؤلف الموسوعي، واسمه صفي الدين أحمد بن عبد الله السلمي والملقب بـ"السانه" نسبة إلى حصن السانه في "وصاب" قد تفوق في كتابه هذا على نفسه وزمانه ومكانه؛ فقد بذل فيه من الجهد والعناية والتأمل ما يمكن أن يقسم إلى العشرات من الكتب من حيث الدقة والتنوع والفن... وهنا يؤكد الرويشان أن شعور المؤلف المرهف بالدقة قد يفوق كل تصور لأن الخطأ الصغير في كتابه أو رسم حرف واحد كفيل بأن يجعله يغير كتابه ورسم الصفحة كاملة! "فالله وحده يعلم كم أعاد رسمها لمجرد خطأ في حرف أو بعض حرف في عمود أفقي أو رأسي".
ويخلص الرويشان إلى أن المتأمل في هذا التحفة النادرة سيشعر أن اليمن في أحسن تجلياتها تتجلى في هذا الكتاب النادر ولدى هذا الكاتب الأندر!...
وتزامن صدور الكتاب مع ذكرى وفاة المؤلف الثلاثمائة؛ إذ أن وفاته كانت في ابريل 1710م.
وحسب ما جاء في ترجمة المحققين للمؤلف فإنه الإمام الفقيه العالم البارع في الفرائض والحساب والجبر والتفسير والمقابلة والمساحة ومشاركات الفقة والفروع والأصول والحديث والتفسير والعروض والقوافي... تولى التدريس والإفتاء في زبيد، كما تولى "نظارة الأوقاف فيها". هاجر من وصاب إلى زبيد عام 1077هـ، كما حكاه في مؤلفه هذا، وأكمل حفظ القرآن وتجويده، ثم بدأ بالفقه وتدرج في الدرس لسائر العلوم اللغوية والفقهية والتفسير والحديث وقرأ على الشيخ العلامة عبد الله بن محمد باقي المزجاجي، وعلى غيره من علماء زبيد كافة العلوم السابق ذكرها حيث صار محققاً في هذه العلوم.
له العديد من المؤلفات تصل إلى 12 مؤلفا آخرها هذا الكتاب "الإعلان بنعم الله الواهب الكريم المنان في الفقة عماد الإيمان بترجيعات في العروض والنحو والتصريف والمنطق وتجويد القرآن وتتمات تروق الطالب والذاكر والكاتب والشاعر والمثابر على نصح الرعية والسلطان".
ويحتوي الكتاب على مؤلف في الفقة على مذهب الإمام الشافعي ثم ترجيعات لخمسة علوم أساسية إضافة إلى الفقة وهي: العروض والنحو والتصريف والمنطق والتجويد.. كما أضاف إلى تلك العلوم تتمات في: علم القوافي وعلم المواريث قسمة التركات وعلم الأقدار المتناسبة والوصايا وتستخرج بعد ترجيعات علم العروض..
وأضاف المؤلف إلى ترجيعات علم النحو معلومات عن فضائله وبيان أول من وضعه وسبعة وثلاثين حديثا نبويا مرتبطا بموضوع "إفصاح اللسان وتقويم الكلام مع الاستشهاد بالحكم والأشعار وأحاديث عن تكريم المعلمين ومكانتهم العظيمة عند الله وعند خلقه"... وغيرها من التتمات التي يكون المؤلف في مجموع العلوم التي ضمتها ترجيعاته وتتماته قد تناول نحو أحد عشر علما
للمزيد من مواضيعي