منتديات ملوك حمير واقيال اليمن
منتديات ملوك حمير واقيال اليمن
يرحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
{عزيزي الزائر } يتوجب عليك التسجيل
ا، ،،اهلا وسهلا بك في منتدى عودة الروح نرجو ان تكونو في تمام الصحه والعافيه،،،
نحن سعيدين بنضمامكم اليناا في هذا المنتدى الذي يتشرف في قدومكم اذا رغبت بلتسجيل سجل معـناااا}{هذا المنتدى يتطلب تفعيل الاشتراك؟؟ بعد تسجيلك في منتدانا سيتم ارسال مفتاح التشغيل الى عنوان البريد الإلكتروني (الإيميل) الذي زودتنا به. الرجاء اللجوء الى بريدك الإلكتروني للمزيد من المعلومات.
و اذا لم تتمكن من تفعيل عضويتك من ايميلك؟ انتضر قليلا حين دخول المشرفين. وسيتم تفعيلك من احد المشرفين..مع تحياتي مؤسس الموقع يمنيا انا
منتديات ملوك حمير واقيال اليمن
منتديات ملوك حمير واقيال اليمن
يرحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
{عزيزي الزائر } يتوجب عليك التسجيل
ا، ،،اهلا وسهلا بك في منتدى عودة الروح نرجو ان تكونو في تمام الصحه والعافيه،،،
نحن سعيدين بنضمامكم اليناا في هذا المنتدى الذي يتشرف في قدومكم اذا رغبت بلتسجيل سجل معـناااا}{هذا المنتدى يتطلب تفعيل الاشتراك؟؟ بعد تسجيلك في منتدانا سيتم ارسال مفتاح التشغيل الى عنوان البريد الإلكتروني (الإيميل) الذي زودتنا به. الرجاء اللجوء الى بريدك الإلكتروني للمزيد من المعلومات.
و اذا لم تتمكن من تفعيل عضويتك من ايميلك؟ انتضر قليلا حين دخول المشرفين. وسيتم تفعيلك من احد المشرفين..مع تحياتي مؤسس الموقع يمنيا انا
منتديات ملوك حمير واقيال اليمن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبدايةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قل اني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
يمنيا انا
المدير العــــــــــــــــــــــــام
المدير العــــــــــــــــــــــــام
يمنيا انا


عدد المساهمات : 803
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
العمر : 49

قل اني Empty
مُساهمةموضوع: قل اني   قل اني Emptyالخميس أغسطس 26, 2010 4:33 am


الملاحظ في الآيات أن كلمة «المسلم» جاءت مقابل كلمة «الظالم»، وإشارة إلى أن ما يقي الإنسان من الظلم هو الإيمان، وإذا لم يكن الفرد مؤمناً فإنّه سوف يظلم بأي شكل من الأشكال، وكذا تشير إلى أنّ المؤمن الحقيقي هو


ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ «القاسط» من أصل (قسط) وتعني التقسيم العادل، فإن أتت على وزن (أفعال)، (أقساط) فإنّها تعني إجراء العدالة، وإذا استعملت بصورة الثّلاثي المجرّد كما في هذه الآية فإنّها تعطي معنى الظلم والإنحراف عن سبيل الحقّ.


2 ـ «تحروا»: من أصل تحري وتعني توخيه وقصده.


[91]


المؤمن الذي لا يظلم، كما في حديث النّبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): «المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم».(1)


وجاء في حديث آخر عنه(صلى الله عليه وآله وسلم): «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».(2)


والتعبير بـ (تحروا رشداً) يشير إلى أنّ المؤمنين إنّما يتوجهون إلى الهدى بالتحقيق والتوجه الصادق، وليس بالغفله والأغماض، وجزاءهم الأوفى هو نيلهم الحقائق التي بظلها ينالون النعم الإلهية، والظالمون هم في أسوأ حال، حيث إنّهم حطب لجهنم، أي أنّ النار تلتهب في أعماق وجودهم.


* * *


ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ تفسير روح البيان، ج10، ص195.


2 ـ اُصول الكافي، ج2، باب المؤمن وعلاماته وصفاته.


[92]





الآيات

وَأَلَّوِ اسْتَقَـمُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لاََسْقَيْنَـهُم مَّآءً غَدَقاً (16)لِنَفْتِنَهُمْ فِيْهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً(17) وَأَنَّ الْمَسَـجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أحَداً (18)وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً(19)

التّفسير


الفتنة باغدق النعمة:

هذه الآيات تشير ظاهراً إلى استمرار الجن في حديثهم مع قومهم: (وإن كان بعض المفسّرين يعتبرون هذه الآية معترضة بين كلام الجن) ولكن اعتراضها خلاف الظاهر، وسياق هذه الآيات يشابه السابقة والذي كان من كلام الجن، ولذا يستبعد أن يكون هذا الكلام هو لغير الجن.(1)


ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ من الملاحظ أنّ السبب الوحيد الذي دعا المفسّرين إلى أن يعتبروا هذا الكلام من كلام اللّه تعالى وأنّها جملة اعتراضية هو ضمائر (المتكلم مع الغير) ففي موضع يقول: لأسقيناهم ماءً غدقاً، وفي موضع آخر يقول: لنفتنهم فيه، ولكن لا ضمير عندما نعتبر هذه التعابير من باب النقل، كما لو تحدث شخص عن صاحبه فيقول: إنّ فلاناً يعتقد بأنّي شخص حسن، (بالطبع هو لم يستعمل كلمة (أنا) وإنّما استعمل كلمة (هو) ولكن القائل يختار مثل هذا التعبير).


[93]


على كل حال فإنّ سياق الآيات السابقة يشير إلى ثواب المؤمنين في يوم القيامة، وفي هذه الآيات يتحدث عن ثوابهم الدّنيوي فيقول: (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً)


ننزل عليهم مطر رحمتنا، ونذلل لهم منابع وعيون الماء الذي يهب الحياة وبوجود الماء يوجد كل شيء وعلى هذا فإنّنا نشلمهم بأنواع النعم.


«غدق» على وزن شفق، وتعني الماء الكثير


القرآن المجيد اكّد ولعدّة مرات على أنّ الإيمان والتقوى ليست فقط منبعاً للبركات المعنوية، بل تودّي إلى زيادة الأرزاق والنعم والعمران، أي (البركة والمادية).


(لنا بحث مفصل في هذا الباب في نفس المجلد في تفسير سورة نوح(عليه السلام)ذيل الآية 12 تحت عنوان الرابطة بين الإيمان والتقوى وبين العمران).


الملاحظ حسب هذا البيان أنّ سبب زيادة النعمة هو الإستقامة على الإيمان، وليس أصل الإيمان، لأنّ الإيمان المؤقت لا يستطيع أن يظهر هذه البركات، فالمهم هو الإستقامة والإستمرار على الإيمان والتقوى، ولكن هناك الكثير ممن تزل أقدامهم في هذا الطريق.


والآية الأُخرى إشارة إلى حقيقة أُخرى بنفس الشأن، فيضيف: (لنفتنهم)هل أنّ كثرة النعم تتسبب في غرورهم وغفلتهم؟ أم أنّها تجعلهم يفيقون ويشكرون ويتوجهون أكثر من ذي قبل إلى اللّه؟


ومن هنا يتّضح أن وفور النعمة من إحدى الأسباب المهمّة في الإمتحان الإلهي، وما يُتفق عليه هو أنّ الإختبار بالنعمة أكثر صعوبة وتعقيداً من الإختبار بالعذاب، لأنّ طبيعة ازدياد النعم هو الإنحلال والكسل والغفلة، والغرق في الملذات والشهوات، وهذا ما يُبعد الإنسان عن اللّه تعالى ويُهيء الأجواء لمكائد الشيطان، والذين يستطيعون أن يتخلصوا من شراك النعم الوافرة هو الذاكرون للّه


[94]


على كلّ حال، غير الناسين له تعالى، حيث يحفظون قلوبهم بالذكر من نفوذ الشياطين(1).


ولذا يضيف تعقيباً على ذلك: (ومن يعرض عن ذكر ربّه يسلكه عذاباً صعداً).


«صعد»: على وزن (سفر) وتعني الصعود إلى الأعلى، وأحياناً الشِعب المتعرجة في الجبل، وبما أنّ الصعود من الشعاب المتعرجة عمل شاق، فإنّ هذه اللفظة تستعمل بمعنى الأُمور الشّاقة، وفسّرها الكثير بمعنى العذاب الشّاق، وهو مماثل لما جاء في الآية (17) من سورة المدّثر حول بعض المشركين: (سأُرهقه صعوداً).


ولكن، أنّه مع أنّ التعبير أعلاه يبيّن كون هذا العذاب شاقّاً شديداً فإنّه يحتمل أن يشير إلى اليوم الطويل، وعلى هذا الأساس فإنّه يبيّن في الآيات أعلاه رابطة الإيمان والتقوى بكثرة النعم من جهة، رابطة كثرة النعم بالإختبارات الإلهية من جهة أُخرى ورابطة الإعراض عن ذكر اللّه تعالى بالعذاب الشاق الطويل من جهة ثالثة، وهذه حقائق اُشير إليها في الآيات القرآنية الأُخرى كما نقرأ في الآية (124) من سورة طه: (ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكاً).


وكذا في الآية (40) من سورة النمل عن لسان سليمان(عليه السلام): (هذا من فضل ربّي ليبلوني أأشكر أم أكفر)، وما جاء في الآية (28) من سورة الأنفال: (واعلموا أنّما أموالكم وأولادكم فتنة).


وقال مؤمنو الجن في الآية الأُخرى وهم يدعون إلى التوحيد: (وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحداً) وللمساجد في هذه الآية تفاسير عديدة منها:


ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ احتمل بعض المفسّرين أن يكون المراد من «الطريقة» هو سبيل الكفر وزيادة النعم الحاصلة نتيجة للإستقامة في هذه الطريقة في الحقيقة هي مقدمة العقوبات ومصداق الإستدراج في النعم، ولكن هذا التّفسير لا يتناسب أبداً مع سياق الآيات السابقة واللاحقة.


[95]


أوّلاً: قيل هي المواطن التي يُسجد فيها للّه تعالى كالمسجد الحرام وبقية المساجد، وبشكل أعم هي الأرض التي يصلّي فيها ويسجد عليها، وهو مصداق القول الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».(1)


وهذا ردّ لمن اتّخذ الأصنام والأوثان للعبادة فأشرك باللّه، ومن اتّخذ الكعبة معبداً للأصنام، أو انصرف إلى إحياء الطقوس المسيحية حيث (التثليث) أو عبد الأرباب الثّلاثة في الكنائس واللّه تعالى يقول: (إنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحداً)


ثانياً: المراد بالمساجد السبعة الأعضاء السبعة، فيجب أن يكون وضعها على الأرض خالصاً للّه، ولا يجوز أن يكون لغيره، كما ورد في الحديث عن الإمام محمّد بن علي الجواد(عليهما السلام) وهو يجيب المعتصم في مجلسه الذي كان قد جمع فيه العلماء من أهل السنة حيث سأله عن يد السارق من أي موضع يجب أن تقطع؟ فقال بعض الجالسين تقطع من الساعد واستدلوا في ذلك بآية التيمم، وقال آخرون من المرفق واستدلوا في ذلك بآية الوضوء، فأراد المعتصم جواب ذلك من الإمام الجواد(عليه السلام) فرفض وقال: «أعفني عن ذلك» فأصرّ عليه المعتصم.


فقال الإمام الجواد(عليه السلام): «ما قيل في ذلك خطأ، وإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أُصول الأصابع فتترك الكف». فقال: وما الحجّة في ذلك؟


قال الإمام(عليه السلام): «قول رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): السجود على سبعة أجزاء، الوجه، واليدين، والركبتين، والرجلين، فإذا قطع من الكرسوع أو المرفق لم يدع له يد يسجد عليه، وقال اللّه تعالى شأنه: (وإنّ المساجد للّه...) أي إنّ هذه الأعضاء السبعة خاصّة للّه، فما كان للّه لا يقطع»(2).





ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ وسائل الشيعة، ج2، ص970، الحديث 3.


2 ـ وسائل الشيعة، ج18، ص490 (أبواب حدّ السرقة الباب الرّابع الحديث 5).


[96]


فتعجب المعتصم لجواب الإمام(عليه السلام) وأمر أن تقطع يد السارق من مفصل اُصول الأصابع، كما قال الإمام(عليه السلام) وذكرت في ذلك أحاديث كثيرة.(1)


ولكن الأحادث المنقولة بها الشأن هي مرسلة غالباً، أو أنّ سندها ضعيف، وهناك نقائض لها ليس من السهل الإجابة عليها، فمثلاً ما هو مشهور في أوساط الفقهاء أنّ السارق إذا ما سرق للمرّة الثّانية تقطع الأقسام الأمامية لقدمه، ويتركون كعب القدم سالماً (هذا بعد إقامة الحدّ عليه جزاء السرقة الاُولى) والواضح أنّ الأصبع الكبير للقدم يعتبر من المساجد السبعة، وكذا في شأن المحارب فإنّ إحدى عقوباته هو مقطع قسم من اليد والقدم.


ثالثاً: قيل إنّ المراد بالمساجد هو السّجود، أي أنّ السجود يجب أن يكون دائماً للّه تعالى ولا يكون لغيره، وهذا خلاف ظاهر الآية حيث لا دليل عليه.


ويستفاد من مجموع ما قيل أنّ ما يناسب ظاهر الآية هو التّفسير الأوّل، وكذا يناسب ظاهر الآيات السابقة واللاحقة في شأن التوحيد، وتخصيص العبادة للّه، والتّفسير الثّاني يمكن أن يكون موسعاً لمعنى الآية، وأمّا الثّالث فلا دليل عليه.


ويضيف في إدامة الآية بياناً عن التأثير غير العادي للقرآن المجيد وقيام الرّسول للدّعاء فيقول: (وأنّه لما قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا)(2)، أي عندما كان رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم للصلاة، فإنّ طائفة من الجن كانوا يجتمعون عليه بشكل متزاحم.


«لبد»: على وزن (فِعَل) وتعني الأشياء المجتمعة المتراكمة، وهذا التّعبير بيان لتعجب الجنّ ممّا يشاهدونه من عبادته(صلى الله عليه وآله وسلم) وقراءته قرآناً لم يسمعوا كلاماً يماثله، وقيل في ذلك قولان آخران:


ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ نور الثقلين، ج5، ص439 و440


2 ـ ما يطابق هذا التّفسير وكون هذه الآية من حديث مؤمني الجنّ فإنّ إتيان الضمير الغائب بدل المتكلم هو من باب الإلتفات، أو من باب أنّ بعضهم يبيّن حال البعض الآخر.


[97]


الأوّل: أنّهم ـ أي الجن ـ يبيّنون حال أصحاب الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والمجتمعين عليه المقتدين به في صلاته إذا صلّى والمنصتين لما يتلوه كلام اللّه، والمراد من ذلك هو الإقتداء الجنّ بهم والإيمان في ذلك.


الثّاني: لبيان حال المشركين، أي لمّا قام النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يعبد اللّه بالصلاة كاد المشركون بازدحامهم أن يكونوا عليه لبداً مجتمعين متراكمين ليستهزئوا به.


والوجه الأخير لا يلائم هدف مبلغي الجن الذين أرادوا ترغيب الآخرين في الإيمان والمناسب هو أحد القولين السابقين.


* * *


ملاحظة:


التّحريف في تفسير الآية: ( وأنّ المساجد للّه )

إنّ مسألة التوسل النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وبأولياء دين اللّه(عليهم السلام) تعني اتّخاذهم وسيلة وذريعة الى اللّه تعالى، وهذا ممّا لا يتنافى مع حقيقة التوحيد ولا مع آيات القرآن، بل هي تأكيد على التوحيد وعلى أنّ كلّ شيء هو من عند اللّه، وأُشير إلى الشفاعة وطلب النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) المغفرة للمؤمنين في كثير من آيات القرآن(1) وبهذا يصرّ بعض المبتعدين عن التعاليم الإسلامية والقرآن الكريم على إنكار شيء من قبيل التوسل والشفاعة.
وقد تذرعوا بعدة ذرائع لإثبات مقاصدهم، منها ما يقولهم: إنّ الآية: (وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحداً) تعني أنّ اللّه يأمر ألاّ تدعوا معه أحداً، ولا ندعوا غيره أو نطلب الشفاعة من غيره! والإنصاف أنّ ما قالوه لا يناسب سياق الآية ولا يرتبط هذا المعنى بالآية، بل الهدف من الآية نفي الشرك، أي جعل

ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ بحثنا مسألة (الشفاعة في نظر القرآن والحديث) بحثاً مفصلاً في ذيل الآية (48) من سورة البقرة وحول حقيقة (التوسل) في ذيل الآية (35) من سورة المائدة.


[98]


الشيء مع اللّه في مرتبة واحدة في العبادة أو طلب الحاجة، وبعبارة أُخرى أنّ المشرك هو من يبتغي الحوائج من غير اللّه تعالى، ويجعل له الخَيَرة ويظن أنّ قضاء حوائجه منه.


كما أنّ كلمة (مع) في الآية: (فلا تدعوا مع اللّه أحداً) تشير إلى هذا المعنى، وهو ألاّ يجعل مع اللّه أحداً، ويكون ذلك مبدءاً للتأثير المستقل، وليست نفياً لتشفع الأنبياء أو جعلهم وسطاء عند اللّه تعالى، بل إنّ القرآن الكريم يطلب أحياناً ذلك من النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه وأحياناً اُخرى يأمر بطلب الشفاعة من النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كما نقرأ في الآية (103) من سورة التوبة : (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكن لهم).


وكذا الآية (97) من سورة يوسف عن لسان إخوته وهم يخاطبونه أباهم: (ياأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا منّا خاطئين)


فلم يرفض النّبي يعقوب(عليه السلام) ذلك الطلب، بل وعدهم في ذلك وقال: (سوف أستغفر لكم ربّي).


ولهذا فإنّ مسألة التوسل وطلب الشّفاعة كما تقدم هي من المفاهيم الصريحة في القرآن.


* * *


[99]





الآيات

قُلْ إِنَّمَا أَدْعُواْ رَبِّى وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً(20) قُلْ إِنَّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرَّاً وَلاَ رَشَداً(21) قُلْ إِنِّى لَنْ يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً(22) إِلاَّ بَلَـغاً مِّنَ اللَّهِ وَرِسَـلَـتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَـلِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23)حَتَّى إِذا رَأَوْاْ مَا يُوعَدونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً(24)

التّفسير


الأُمور كلّها بيد اللّه لا بيدي:

في هذا الآيات يأمر اللّه تعالى نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقول: (قل إنّما أدعوا ربّي ولا اُشرك به أحداً) وذلك لتقوية قواعد التوحيد، ونفي كلّ أنواع الشرك، كما مرّ في الآيات السابقة، ثمّ يأمره أن : (قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً).
ثمّ يضيف: قل لهم بأنّي لو خالفت أمر اللّه تعالى فسوف يحيق بي العذاب

[100]


أيضاً ولن يستطيع أحد أن ينصرني أو يدفع عنّي عذابه: (قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحدٌ ولا أجد من دونه ملتحداً)(1) وعلى هذا الأساس لا يستطيع أحد أن يجيرني منه تعالى ولا شيء يمكنه أن يكون لي ملجأ وهذا الخطاب يشير من جهة إلى الإقرار الكامل بالعبودية للّه تعالى، وإلى نفي كلّ أنواع الغلو في شأن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)من جهة أُخرى، ويشير من جهة ثالثة إلى أنّه الأصنام ليس فقط لاتنفع ولا تحمي، بل إنّ نفس الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً مع ما له من العظمة لا يمكنه أن يكون ملجأ من عذاب اللّه، وينهى من جهة الذرائع والآمال للمعاندين الذين كانوا يطلبون من النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يريهم المعاجز الإلهية، ويثبت أن التوسل والشفاعة أيضاً لا يتحققان إلاّ بإذنه تعالى.


«ملتحداً»: هو المكان الآمن وهو من أصل (لحد)، وتعني الحفرة المتطرفة، كالذي يُتّخذ للأموات في عمق القبر حتى لا ينهال التراب على وجه الميت ويطلق على كل مكان يُلجأ ويُطمأن إليه.


ومن الملاحظ أنّ الآية: (قل إنّي لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً) وقد جعلت الضرّ في قابل الرشد، لأنّ النفع الحقيقي يكمن في الهدايه، كما في حديث الجن في الآيات السابقة إذ اتُّخِذ الشرّ في قبال الرشد، والإثنان متماثلان معاً.


ويضيف في الآية الأُخرى: (إلاّ بلاغاً من اللّه ورسالاته)(2)، وقد مرّ ما يشابه هذا التعبير مراراً في آيات القرآن الكريم، كما في الآية (92) من سورة المائدة: (إنّما على رسولنا البلاغ المبين).


وكذا في الآية (188) من سورة لأعراف: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا


ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ قيل في سبب نزول هذا الآية: إنّ كفار قريش قالوا للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عُد إلى ديننا لنجيرك فنزلت الآية جواباً على قولهم (تفسير أبو الفتوح الرازي، ج11، ص293).


2 ـ بما أنّ البلاغ يتعدى بـ (عن) فقد قال البعض: إنّ (من) بمعنى (عن) ويتعلق بمحذوف تقديره (كائناً) فيكون المعنى (إلاّ بلاغاً كائناً من اللّه).


[101]


ضرّاً إلاّ ما شاء اللّه ولو كنت أعلم الغيب لإستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلاّ نذير وبشير لقوم يؤمنون).


وقيل أيضاً في تفسير هذه الآية: إنّ المعنى: قل لن يجيرني من اللّه أحد إلاّ تبليغاً منه ومن رسالاته، أي إلاّ أن أمتثل ما أمرني به من التبليغ منه تعالى.(1)


وأمّا عن الفرق بين «البلاغ» و «الرسالات» فقد قيل: إنّ البلاغ يخص اُصول الدين، والرسالات تخصّ بيان فروع الدين.


وقيل المراد من إبلاغ الأوامر الإلهية، والرسالات بمعنى تنفيذ تلك الأوامر، ولكن الملاحظ أنّ الإثنين يرجعان إلى معنى واحد، بقرينة الآيات القرآنية المتعددة: وكقوله تعالى في الآية (62) سورة الأعراف فيقول: (اُبلغكم رسالات ربّي) وغيرها من الآيات، ويحذر في نهاية الآية فيقول: (ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له جهنم خالدين فيها أبداً).


الواضح أنّ المراد فيها ليس كلّ العصاة، بل المشركون والكافرون لأنّ مطلق العصاة لا يخلدون في النّار.


ثمّ يضيف: (حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً).(2)


وفي المراد من العذاب في : (ما يوعدون) هل هو العذب الدنيوي أم الاُخروي أم الإثنان معاً؟ ورد في ذلك أقوال، والأوجه هو أن يكون المعنى عامّاً، وفيما يخصّ الكثرة والقلّة والضعف والقوّة للأنصار فإنّه متعلق بالدنيا، ولذا فسّره البعض بأنّه يتعلق بواقعة بدر التي كانت قوّة وقدرة المسلمين فيها ظاهرة


ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ هذه الجملة مستثناة من الجملة السابقة (لن أجد من دونه ملتحداً) حسب هذا التّفسير ومستثناة من الآية السابقة حسب التّفسير الأوّل.








2 ـ «متى»: تأتي عادة لبيان الغاية والنهاية للشيء وقيل في ذلك وجهان:


الأوّل: إنّ الغاية جملة محذوفة وتقديرها (ولا يزالون يستهزؤن ويستضعفون المؤمنين حتى إذا رأوا ما يوعدون...).





الثّاني: إنّ الغاية هي للآية (يكونون على لبداً) والتي مرّت سابقاً، والأوّل أوجه.





[102]


وواضحة وقيل حسب الرّوايات المتعددة أنّها تخصّ الإمام المهدي (أرواحنا فده) وإذا أردنا تفسير الآية بمعانيها فإنّها تشمل كلّ ذلك.


إضافة إلى ما جاء في الآية (75) من سورة مريم(عليها السلام): (حتى إذا رأوا ما يوعدون إمّا العذاب وإمّا الساعة فسيعلمون من هو شرّ مكاناً وأضعف جنداً)وعلى كل حال فإنّ سياق هذه الآية يشير إلى أنّ أعداء الإسلام كانوا يتبججّون قدرات جيوشهم وكثرة جنودهم أمام المسلمين يستضعفونهم، الأنصار لهذا كان القرآن يواسيهم ويبشرهم بأنّ العاقبة ستكون بانتصارهم وخسران عدوهم.


* * *


ملاحظتات


1 ـ صفاء القادة الإلهيين

إحدى خصوصيات القادة الإلهيين هي أنّهم بعكس العادة الشيطانيين، ليسوا بمغرورين ولا متكبرين ولا ممن يدّعون ما ليس فيهم.
فإذا كان فرعون ينادي لحماقته: أنا ربّكم الأعلى! وهذه الأنهار تجري من تحتي، فإنّ الإلهيون يرون أنفسهم من أصغر عباد اللّه لشدّة تواضعهم للّه، وما كانوا يحسبون لأنفسهم قدرة أمام إرادة اللّه تعالى، كما نقرأ في الآية (110) من سورة الكهف: (قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحي إليّ) وورد في موضع آخر: (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن اتبع ما يوحى إليّ وما أنا إلاّ نذير مبين).
ونقرأ في آية اُخرى: (قل لا أقول لكم عندي خزائن اللّه ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنّي ملك).(1)
حتى لو وصلوا إلى ذروة القدرة المادية فإنّهم لا يغترون بها ولا يتيهون فيها

ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ الأنعام، 50.


[103]


كما قال سليمان(عليه السلام): (هذا من فضل ربّي).(1)


ومن الطريف أنّ كثيراً من الآيات القرآنية توجّه خطابات حادة إلى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وتعاتبه ليكون في أمره على حذر.


إنّ مجموع هذه الآيات والآيات السابقة هي وثيقة حيّة على أحقّية هذا النّبي العظيم، وإلاّ فما هو المانع من أن يدعي لنفسه المنازل العظيمة فوق ما يدركه البشر وهو يعيش في فئة تتقبل منه ما يدّعيه ومن دون احتجاج وتساؤل من الناس كما أشار التاريخ إلى ذلك في شأن الظالمين.


نعم، إنّ هذ التعابير في مثل هذه الآيات تكون شواهد حيّة لأحقّية دعوة الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم).


2 ـ ليس المهم الكم بل الكيف!

أُخذ هذا الموضوع بنظر الإعتبار في كثير من آيات القرآن، وهو أنّ طاغوت كل زمان يتظاهر بكثرة أعوانه، كما في شأن فرعون عندما كان يستهين بمن مع موسى(عليه السلام) فقال: (إنّ هؤلاء لشرّ ذمّة قليلون)(2)، وقال مشركو العرب: (نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين) وكان المعاند يتظاهر بأمواله وأعوانه، ويفتخر بذلك ليغيظ به المؤمنين، ويقول: (أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً).(3)
ولم يكن المؤمنون السائرون على خط الأنبياء يتأثرون بمظاهر الثروة وغيرها، بل كان قولهم هو: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن اللّه).(4)
ويقول أمير المؤمنين(عليه السلام): «أيّها الناس لاتستوحشوا في طريق الهدى لقلّة

ــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ النمل، 40.


2 ـ الشعراء، 54.


3 ـ الكهف، 34.


4 ـ البقرة، 249.


[104]


أهله»(1) إنّ تاريخ الأنبياء، وبالخصوص تاريخ حياة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، يشير كيف أن المعاندين على كثرتهم وامتلاكهم لجميع القدرات انكسروا وعجزوا أمام القلّة القليلة من المؤمنين، وتعكس الآيات القرآنية هذا المعني جيداً وهي تروي قصص بني إسرائيل وفرعون وطالوت وجالوت، وكذلك ما في واقعة بدر والأحزاب.



منقووووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيما
مستشار الاداره



عدد المساهمات : 320
تاريخ التسجيل : 12/07/2010

قل اني Empty
مُساهمةموضوع: رد: قل اني   قل اني Emptyالخميس أكتوبر 28, 2010 1:36 am

قل اني Amiraaf1d4c136b1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قل اني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ملوك حمير واقيال اليمن :: المنتدي الأسلامى :: مــنــوعــــات إســلامـيـه-
انتقل الى: