ما أجمل الحياة عندما نحب

الحب هو سيد كل العواطف والمشاعر والأحاسيس الجياشة والحارة والموجود في الحقيقة والأصل

في أعماق أنفسنا وضمائرنا , فمن لم يحب لم يذق ولم يتذوق طعم الحياة ونعمة السعادة ..

الحب كتب عنه آلا ف البشر والملايين منهم, ومنذ قدم التاريخ وعلى مر العصور والأزمان…

ما نزال حتى الآن نجهل حقيقته وكنه معرفته الجوهرية وخاصة في تعاملنا الواقعي والعملي مع أنفسنا أو مع

الطرف الآخر أو مع الطبيعة وجمالها !!! وبدون هذا الحب إن كان ( صادقا وصافيا ) لا يمكن لنا في الحقيقة أن

نعيش ونحيا سعداء ورحماء بيننا بحيث لا يظلم بعضنا بعضا ولا يحقد بعضنا بعضا ولا يحسد بعضنا بعضا…

فالحب في حقيقته وجوهره وأصله هو سر الوجود وأساس الحياة بل هو شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في

السماء , وكل شيء ثمين في هذه الحياة هو شكل من أشكال الحب والحنان والعاطفة النابعة من أعماق النفس

الإنسانية , فعلينا نحن – البشر- ومن واجبنا أن نزرعه في قلوبنا المتعطشة وفي قلوب الآخرين أيضا ..

وأن يكون مترجما ومطابقا عمليا في واقعنا الحياتي وفي تعاملنا مع بعضنا بعضا ,

ومثل هذا الحب حينما ينتشر ويتعمق ويضرب بجذوره في قلب الإنسان الذي يشب مع الزمن ,

فإنه يتحول إلى عاطفة إيجابية تجاه العمل الصالح , لأن العمل الصالح هو ميراث الحب ,

فأنت حينما تحب أحدا قد تقدم له خدمة ومعروف , ولكنك حينما تحب الله تعالى جاهدت واجتهدت في سبيله ,

وأول الحب هو حب الله سبحانه وتعالى الذي يدفعنا إلى عبادته ويؤنسنا بقربه والالتجاء إليه , ثم حب رسوله

صلى الله عليه وآله وسلم رمز القيمة التي نحيا من أجلها , ثم حب الوالدين مثال التضحية والعطاء

, ثم حب الوطن والناس الذين نسهر من أجل سموهم ورقيهم " وخير الناس أنفعهم للناس " ثم حب الفتى للفتاة

وحب الفتاة للفتى رمزا للدعم والحنان والأمان , ثم حب العلم والمعرفة بحثا عن الحكمة والحقيقة , وحب العمل

والإبداع والأفعال الجميلة … ألم أقل لكم : إن من لم يحب لم يذق ولم يتذوق طعم الحياة ونعمة السعادة … !!!

وبعد حب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يأتي الحب الأهم والأرفع… ألا وهو حب ( نفسي ) حب يدفعني

إلى إكرامها وتقديرها. ومن يكرم نفسه فسيستعلي عن وضعها في مواضع الإذلال والمهانة

, وسيجنبها النقائص والعيوب .

الأميون عاطفيا يعيشون حالة دائمة من ( اللا حب / اللا كراهية ) , فلا شيء يستحق الاهتمام والرعاية ,

ولا شيء يستحق التضحية والتفاني والعطاء , ومثل هؤلاء نرجسيون لا يحبون إلا أنفسهم وشعارهم الدائم :

( أنا والطوفان ) . وعندما تغوص في أعماقهم تكتشف أنهم لا يحبون أنفسهم أيضا .

فهم في سعي دائم للتخلص من الشك في استحقاق أنفسهم للحب عبر الحديث عنها بفخر ( مصطنع )

في كل حين.

إنني أشعر بالدهشة العميقة عندما أتأمل قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه الكرام الذين

عاشوا حياة البداوة القاسية والظروف الصعبة المريرة والجفاف العاطفي في فترة من الزمن وهو يصف مشاعره

الصادقة نحو إحدى أشكال الجماد !!! حين يقول: " أُحد جبل يحبنا ونحبه " يا سبحان الله..

ما أعظمك يا رسول الله .

ما أجمل الحياة عندما نحب 33279363